آدم عليه السلام هو أبو البشر، خلقه الله تعالى في يوم الجمعة
خلقه من طين ونفخ فيه الروح، وبعد ذلك أمر الله الملائكة بالسجود له تعظيمًا وتكريمًا، فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس امتنع عن السجود، واستكبر عن أمر الله واستكبر على آدم أن يسجد له، فلعنه الله وطرده من رحمته
وكان آدم عليه السلام في الجنة التي يأكل منها ما شاء ويتمتع فيها، ومعه زوجته حواء أم البشر التي خلقها الله من ضلعه ليسكن إليها
وابتلى الله آدم عليه السلام ونهاه وحواء عن الأكل من شجرة في الجنة، فجاء الشيطان فوسوس لهما فأكلا منها، وبسبب ذلك أهبط الله آدم وحواء إلى الأرض التي فيها الشقاء والتعب
وتاب آدم عليه السلام بعد ذلك فتاب الله عليه
ويُذكر أن آدم عليه السلام عاش ألف عام، ولا يُعرف أين دفن
:ذكر أدلة القصة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا»؛ رواه مسلم
:قال تعالى
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [ص: 71 - 78].
وقال تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 35 - 37]
:بعض فوائد القصة
١- فضل يوم الجمعة لأن فيه خلق آدم عليه السلام
٢- ذم الحسد والكِبر وأنهما من صفات إبليس لعنه الله؛ لأنه تكبر على أمر الله وامتنع من السجود، وحسد آدم، كيف فضله عليه وأمره أن يسجد له
٣- عاقبة مخالفة أمر الله وأنه بسبب ذلك أُخرج آدم من الجنة
٤- الشيطان عدو ابن آدم، وبطاعته ووسوسته تكون الندامة
٥- ينبغي المسارعة بالتوبة بعد الذنب كما فعل أبونا آدم عليه السلام
:قصة ابني آدم قابيل وهابيل
قدم ابني آدم قربانا لله تعالى من ذبح وغيره، فتقبل الله من هابيل لأنه كان من المتقين المخلصين ولم يتقبل من قابيل، فقال قابيل لهابيل بغيًا وحسدًا: لأقتلنك
فرد عليه هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين المخلصين، ولن أقول لك أني أريد قتلك حتى لو أردت قتلي لأني أخاف الله تعالى
فلم يرتدع قابيل وقام بقتل أخيه هابيل، وبعدها لم يدري ما يفعل بجثة أخيه لأنه أول قتيل على وجه الأرض، حتى بعث الله غرابًا يحفر في الأرض ويدفن غرابًا مثله، فتعلم كيف يدفن أخيه من الغراب، وبعدها أصبح من النادمين
:ذكر أدلة القصة
قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ [المائدة: 27 - 31]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: مِنْ دَمِهَا -؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلًا»؛ رواه البخاري
:بعض فوائد القصة
١- لا يتقبل الله من العمل إلا عمل المتقين المخلصين
٢- الخوف من الله هو الذي يمنع الإنسان من اقتراف الذنوب
٣- الحسد والبغي وعدم الإخلاص لله تعالى سبب للخسارة في الدنيا والآخرة
٤- الندم والخسارة عاقبة الذنوب
٥- قتل النفس بغير حق من أعظم الذنوب والجرائم عند الله تعالى